عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمر ببرِّ الوالدين والإحسان إلى الكبار والأضعفِين، وجعل ذلك سبيلًا إلى الفوز بالجِنان والنجاة من النيران، أحمَده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين؛
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي المقصِّرة أولًا بتقوى الله؛ فبها تُرفع الدرجات، وتُكفر السيئات.
عباد الله:
الكِبَر سُنة الله في خلقه، وكلنا سائرون نحو تلك المراحل، والموفَّق من تذكر ضعفه وفقره، وأحسن إلى ضعفاء الناس وشيوخهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه))؛ [رواه أحمد].
أيها الأحِبة:
الكبار هم جمرة الحياة، هم من تعِبوا وسهِروا وقدموا، هم من بنَوا وغرسوا؛ فنحن اليوم نجني ثمارهم.
فكيف نقابل إحسانهم؟ هل بالهجر والإهمال، أم بالبر والإكرام؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم))؛ [رواه أبو داود]، فإكرام الكبير عبادة، ورِفعة، وقربة إلى الله.
تخيل – رعاك الله – أن والديك أو أحد كبار أهلك يقف عند باب غرفتك، يناديك فلا تجيب، أو يتمنى جلوسك ساعةً فلا تجد وقتًا له، أَلَا تخشى أن يأتي يومٌ تنادي فيه أبناءك، فلا يجيبونك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَرُّوا آباءكم تَبَرَّكم أبناؤكم))؛ [رواه الطبراني].
فالبِرُّ دَين، وسلوك يرتد إلينا، وما نزرعه اليوم في كبارنا، سيحصده غدًا صغارنا فينا.
((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال له: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهِد))؛ [متفق عليه]؛ فجعل بر الوالدين الكبيرين خيرًا من خروجه إلى المعركة.
أيها الأبناء:
لا تحولوا كِبر أعزتكم إلى وجع وحدة، ولا تدَعوهم أسرى في غرفة باردة.
اجلسوا معهم، اسمعوا كلامهم، فكلماتهم دُرر مغموسة بتجارِب عمر طويل.
فتعلموا من كباركم الصبرَ والحكمة، وامنحوهم من وقتكم وقلوبكم وابتسامتكم؛ فإن في ذلك نورًا لقلوبكم، وبركةً لأيامكم.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمر ببرِّ الوالدين والإحسان إلى الكبار والأضعفِين، وجعل ذلك سبيلًا إلى الفوز بالجِنان والنجاة من النيران، أحمَده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين؛
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي المقصِّرة أولًا بتقوى الله؛ فبها تُرفع الدرجات، وتُكفر السيئات.
عباد الله:
الكِبَر سُنة الله في خلقه، وكلنا سائرون نحو تلك المراحل، والموفَّق من تذكر ضعفه وفقره، وأحسن إلى ضعفاء الناس وشيوخهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه))؛ [رواه أحمد].
أيها الأحِبة:
الكبار هم جمرة الحياة، هم من تعِبوا وسهِروا وقدموا، هم من بنَوا وغرسوا؛ فنحن اليوم نجني ثمارهم.
فكيف نقابل إحسانهم؟ هل بالهجر والإهمال، أم بالبر والإكرام؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم))؛ [رواه أبو داود]، فإكرام الكبير عبادة، ورِفعة، وقربة إلى الله.
تخيل – رعاك الله – أن والديك أو أحد كبار أهلك يقف عند باب غرفتك، يناديك فلا تجيب، أو يتمنى جلوسك ساعةً فلا تجد وقتًا له، أَلَا تخشى أن يأتي يومٌ تنادي فيه أبناءك، فلا يجيبونك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَرُّوا آباءكم تَبَرَّكم أبناؤكم))؛ [رواه الطبراني].
فالبِرُّ دَين، وسلوك يرتد إلينا، وما نزرعه اليوم في كبارنا، سيحصده غدًا صغارنا فينا.
((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال له: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهِد))؛ [متفق عليه]؛ فجعل بر الوالدين الكبيرين خيرًا من خروجه إلى المعركة.
أيها الأبناء:
لا تحولوا كِبر أعزتكم إلى وجع وحدة، ولا تدَعوهم أسرى في غرفة باردة.
اجلسوا معهم، اسمعوا كلامهم، فكلماتهم دُرر مغموسة بتجارِب عمر طويل.
فتعلموا من كباركم الصبرَ والحكمة، وامنحوهم من وقتكم وقلوبكم وابتسامتكم؛ فإن في ذلك نورًا لقلوبكم، وبركةً لأيامكم.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.